عذرا سيدي فرسالتي ليست عنوانها " إلى سيدي " فلو كنت سيدي لما تجاهلت ما يجري وأغمضت جفناً والشعب جائع ؛
تجاسرنا على معصية الله واتقائه والخوف من عقابه فحبست أنفاسنا وأنفاسنا في قمقم خوف دام 23 سنة، فهل لنا عذر أن نبقى في هذا السجن " سجن الخوف" بعد أن شرعت الثورة أبوابه ؟ هل مازلنا نريد البقاء في هذا السجن ؟؟ وحتى أساؤوا إلينا في هذا السجن، أيمكنهم الخروج معنا ؟؟ وهل من واجبنا أن نسجنهم ونقفل عليهم الباب ؟؟؟ فربما من أساء إلينا كان خائفاً مثلنا ، فلابد أن نساعد بعضنا للخروج من هذا السجن.
لا عذرا لكم اليوم فلقد تحطمت القيود وإنكسر حاجز الخوف ، فهلم يا أبناء الأحرار بالضغط على كل الظلمة الذين عاثوا فساداً في البلاد ، ولا يمكننا أن نستثني أحداً ، سواء الأغلبية الصامتة التي نحن منها ، أو اللذين أساؤوا إلى أنفسهم وإلى البلاد في جميع القطاعات من أعلى الهرم إلى أدناه ، فلا عذر لنا اليوم أن نصمت فعة الذين اساؤوا إلينا جميعاً أن يبادروا إلى التوبة وتسليم مقاليد الأمور إلى أصحاب الشأن .
اليوم نحن مدعوون جميعاً لأحتضان الثورة بدمائنا ، بقلوبنا ، بأموالنا ، برموش أعيننا. فعندما يقول الشعب" لا خوف اليوم " ، وهي الكلمة العليا، فعلينا جميعاً أن نترجم هذا الإنجاز ونحقق ما يرموا إليه وهو "لا ضلم اليوم ، لا يأس اليوم ، لا استكبار اليوم، ولا أنانية ولا طبقية "، فالنرسم معاً إستراتيجية النهوض بالبلاد كل من موقعه وذلك بعد المسك بالاليات التي تمكننا من تجسيم طموحاتنا.
وأذكر الوزير الأول محمد الغنوشي بما قاله يوم 15 جانفي 1991, قبيل حرب الخليج الأولى وذلك بمقر الإتحاد الوطني للفلاحة بنهج الحبيب ثامر بتونس، حيث ترأس الجلسة بصفته وزير الاقتصاد مع ثلة من زملائه وبين أن الوضع خطير فالسياحة تنهار والتجارة والصناعة في حصار وأنه على أبناء تونس من اطارات، ممثلين جهويين ومحليين أن يبادروا بتوعية الفلاحة في كل التراب التونسي لمضاعفة الانتاج، واعرب عن إستعداده لمساعدتنا حسب إمكانيات الحكومة .....ولكن لم نرى أي مساعدة تذكر إلى يومنا الحالي ، فكيف لنا أن نثق بكم وبكل ما تمثلونه ونسهر الليالي نعد البرامج والاستراتيجيات، ثم تذهب جهودنا أدراج الرياح ...
نحن محبطون إلى أقصى درجة ، الاتحاد الجهوي بصفاقس وقع تفريغه من كل الإطارات والفلاحين الوطنيين الذين مازالوا يتوقون إلى بذل كل غال ونفيس في سبيل دعم إستقلال تونس يوم 14 جانفي 2011 ونحن مستعدون كفلاحين اوفياء بدماء الشهداء بأن نكسوو الأرض خضرة بعد أن اكتسيت بالدماء. فنحن نشد على أيدي الشرفاء لنصنع الثورة الخضراء.
فالطبيب فلاح، المحامي فلاح ،الصناعي فلاح ، الاستاذ فلاح والطالب فلاح ، فهلم جميعاً لمجد الوطن وأقول لبعض القطاعات التي طبعت مع الكيان الصهيوني وزاروا فلسطين المحتلة ورفع عضو من الكنيسة الاسرائلي يد رئيس الوفد التونسي مبتهجاً، هذا هو صديقنا التونسي، أقول لهذا الوفد الذين نعرف اسماءهم جميعاً أن يتوبوا ويبادروا بإصلاح ما أفسدوه.
كما أطالب باستقالة جميع الاداريين الحاليين في الاتحاد العام للفلاحة والصيد البحري والمكتب التنفيذي والمجلس المركزي الموسع ورؤساء الهياكل المهنية والنقابية الفلاحية بصفاقس ليفتح المجال لإنتخابات حرة ونزيهة.
No comments
Post a Comment