--> على مسرح سوسة الدولي:عائلات غادرت عرض لطفي العبدلي بسبب الايحاءات الجنسية والألفاظ السوقية
Home Arts / Tunisie

على مسرح سوسة الدولي
خاب ظن شق كبير من الجماهير التي قصدت ليلة أمس الجمعة 06 أوت 2010 مسرح سيدي الظاهر بسوسة لمتابعة العرض المسرحي للطفي العبدلي مايد إين تونيزيا made in Tunlsia والذي أدخل عليه ، ويا ليته ما... فعل ، بعض الإضافات والتعديلات ، واضطر بعضهم والذين كانوا مصحوبين بأفراد عائلاتهم إلى مغادرة العرض قبل انتهائه مصدومين بما ورد على لسان العبدلي من ألفاظ خادشة للحياء مبالغ فيها ، ومن تهكم لا مبرر له على رجال الدين وعلى أحد رموز تونس المفكر والمؤرخ عبد الرحمان ابن خلدون.كما يجب على هذا الفنان أن يعي جيدا أن الارتجال في بعض الأحيان محبذ لكن المبالغة فيه والخروج العديد من المرات عن النص غير مرغوب فيه بل ومرفوض،ونتساءل بكل دهشة واستغراب هل عرضت المسرحية معدلة على لجنة الرقابة من جديد؟ وكيف يسمح لها بالعرض والتجول في مهرجاناتنا الصيفية مع كم هائل من الرداءة والإيحاءات الجنسية التي تحويها ؟ وهل حرية التعبير تجيز ما ورد ومرر في هذه المسرحية من ألفاظ وعبارات سوقية ؟ فما معنى أن يتهكم العبدلي على رجال الدين بجعل شيخ وقور كبواب أحد العلب الليلية وبيده "سبحة" يعد بها عدد الوافدين على العلبة ذاكرا في كل مرة " لا إلاه إلا الله " وعندما تمر فتاة جميلة يقول " سب - حان الله " مع تضخيم حرفي السين والباء . فهل وصل التهكم وعدم احترام الدين ورجالاته إلى هذه الدرجة ؟ ثم ما معنى أن يتهكم على المتحجبات في بلادنا ويحاول تشويه سمعتهن بقوله " هاداهم ربي من فوق ويحفلوا في الجو من تحت " اللوطة" " ؟ وما معنى تكراره الممل و المقرف لكلمة " سترينغ " ومحاولة الحديث مطولا عن أحد الملابس النسائية الداخلية ذات الإيحاء الجنسي ومحاولته إدخال أحد المواقف الحية في حديثه لتبريره؟ ثم أيضا لماذا يدخل أحد مفكرينا الأجلاء الذين نعتز بهم وهو العلامة ابن خلدون ، في حوار ذا إيحاءات جنسية واضحة مع متخنث ( شايلا) أحد شخصيات مسرحيته ؟ ثم وهذا المهم هل أن التونسي مثلما يصوره العبدلي في مسرحيته لا يهمه في حياته إلا العبث واللهو والجنس ؟ لقد أساء هذا الفنان لنفسه أولا ولجمهوره ثانيا وسقط في فخ الابتذال ومحاولة الضحك على ذقون الناس بتكرار أفيشات وعبارات أكل عليها الدهر وشرب ولا نظنه إن واصل هذا النهج أن يذهب بعيدا بمسرحيته التي استقطبت جماهير كبيرة لكن ما في كل مرة تسلم الجرة لأنه مقارنة بعرضه السنة الماضية في نفس المسرح ونفس التظاهرة هناك فرق كبير بين العرضين على مستوى النص وأيضا على المستوى التقني وعلى المستوى الركحي والحضور الفني للعبدلي الذي بدا في عرض البارحة وكأنه مستعجل في أمره ويتنقل بسرعة بين شخصيات مسرحيته ، ورغم التجهيزات الصوتية الكبيرة والعصرية والمتطورة جدا التي وفرتها هيئة المهرجان برئاسة الدكتور هشام بن سعيد لهذا العرض ولبقية العروض ، فقد كان كلام العبدلي غير واضح في عدة مواقف تمثيلية . وفي الأخير نود أن نهمس للعبدلي أن كل عمل فني وراءه رسالة يريد أن يبلغها للناس ، فما هي ياترى الرسالة التي يمررها في made in Tunlsia خلافا لعرضه وتهكمه على بعض المواقف التي تأتيها فئة قليلة وشاذة من مجتمعنا ؟لقد آن الأوان لهذا الفنان أن يراجع نفسه ويتواضع قليلا ويحترم جميع شرائح المجتمع إن رام أن ينحت لنفسه مكانة في قلوبهم لأن سقوط الفنان يكون بنفس سرعة صعوده ومن كان يحضر عرضه الآلاف سيأتي يوم لا يجد أمامه إلا العشرات واللبيب بالإشارة يفهم .ختاما لا بد من تحية إعجاب وتكبير لهيئة مهرجان سوسة الدولي وأعوان الأمن على حسن التنظيم الذي رافق هذا العرض المسرحي الذي تابعه جمهور غفير جدا
http://ww.tuniscope.com/uploads/images/content/c-abdellisummer-110610-v.gif

Baca juga :

to Top